التحليل المالي: أداة لا غنى عنها في عالم المال والأعمال
هل ترغب في فهم كيفية تقييم الأداء المالي للشركات أو الاستثمارات؟ في هذا المقال، نستعرض مفهوم التحليل المالي، أنواعه المختلفة، وأهميته الكبيرة في اتخاذ القرارات المالية السليمة. كما نلقي الضوء على المقومات الأساسية التي تجعل التحليل المالي أداة لا غنى عنها في عالم الأعمال. اكتشف كيف يمكن للتحليل المالي أن يكون مفتاح نجاحك المالي!
BUSINESS SKILLS


في ظل توسع أنشطة الأعمال في عالمنا المعاصر ازدادت أهمية التحليل المالي والذي أصبح يساهم بشكل فعال في تفسير مجريات الأحداث وصياغة التوصيات لمستخدمي المعلومات لاتخاذ قرارات سليمة في عالم تزايدت فيه المنافسة وهي ايضا اداة لاغنى عنها في مساعدة المستثمرين والشركات والمؤسسات على فهم مسار الأموال واتخاذ قرارات استثمارية ذكية فهي بمثابة خريطة ترشدهم عبر متاهة البيانات المالية ويعتبر التحليل المالي من أهم الأدوات التي يستعين بها متخذ القرار المالي، أو أي طرف آخر له مصلحة ولا تقتصر أهمية التحليل المالي على إدارة الشركة أو المؤسسة وحدها، بل تتعدى ذلك إلى مساهميها ودائنيها، لما لهم من مصالح تتطلب الحصول على أدق المعلومات عن الشركة ومدى سلامة مركزها المالي الأمر الذي لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال استعمال أدوات تحليلية مناسبة من قبل محللين قادرين على التعامل مع المعلومات المتاحة، ومدى ترابطها، والأهمية النسبية لكل بند من بنودها.
محتوى المقالة
ما هو التحليل المالي؟
أنواع التحليل المالي
أهمية التحليل المالي
مقومات التحليل المالي
ما هو التحليل المالي؟
تعريف التحليل المالي Financial Analysis : ببساطة، هو عملية تقييم المعلومات المالية لفهم أداء الشركة أو المشروع، وتحديد نقاط قوته وضعفه، وتوقعات مستقبله. يُستخدم التحليل المالي من قبل المستثمرين، والشركات، والمؤسسات المالية، وحتى الأفراد لتقييم المخاطر والعوائد، واتخاذ قرارات مالية صائبة.
هناك تعريف آخر بأنه عبارة عن معالجة للبيانات المالية لتقييم الأعمال وتحديد الربحية على المدى الطويل. وهو ينطوي على استخدام البيانات والمعلومات لخلق نسب ونماذج رياضية، تهدف إلى الحصول على المعلومات لتستخدم في تقييم الأداء واتخاذ القرارات الرشيدة. كما يعتبر التحليل المالي مكون أساسي من المكونات القوية والمنافسة التي تساعد على فهم أفضل لمواطن القوة والضعف.
خلال فترة قياسية لا تتجاوز ثلاثة عقود تطور التحليل المالي من فن إلى علم قائم بحد ذاته له قواعد ومعايير وأسس يستخدم بشكل متزايد في الشركات والأسواق المالية، ويساعد على توفير أفكار جديدة لتطوير الأعمال، وكيفية إدارة وتشغيل الشركات والمساعدة في اتخاذ القرارات. لذلك يعتبر التحليل المالي حجر الزاوية في توفير البيانات المالية الأكثر نفعاً وفائدة في ترشيد القرارات .
أنواع التحليل المالي
يستخدم المحللون الماليون نوعين من التحليل المالي، الأول يسمى تحليل الاتجاهات أو التحليل الأفقي، وهو يعنى بدراسة النسب المالية لشركة معينة عبر عدد من السنوات والثاني يسمى التحليل المالي بالنسب، ويعني بدراسة العلاقات بين البنود المترابطة في القوائم المالية، ليعبر عنها بطريقة إحصائية ملائمة.
أ-تحليل الاتجاهات:
يلجأ المحللون الماليون إلى تحليل الاتجاهات لدراسة حركة الحساب أو النسبة المالية على مدار عدة فترات مالية، وذلك للتعرف على مقدار واتجاه التغير الحادث في حركة الحساب أو النسبة على مدار الفترة الزمنية مجال المقارنة، ما يوفر للتحليل المالي سمة الديناميكية التي يسعى إليها المحلل المالي، والتي تمكنه من تكوين صورة دقيقة عن واقع حال الشركة وعن اتجاهاتها المستقبلية. ويتخذ تحليل الإتجاهات شكل التحليل المالي الأفقي للقوائم المالية على مدار عدة فترات مالية ليتم بعد ذلك إظهار قيم كل بند من بنود القوائم المالية في الفترات التالية على شكل نسبة مئوية من قيمته في سنة الأساس .
ب-التحليل المالي للنسب
يعتبر هذا الأسلوب مرادفاً للتحليل الرأسي، إذ تتم مقارنة الأرقام في القوائم المالية للفترة المالية نفسها، ويمكن لهذه المقارنة أن تتم بين بند معين كالمخزون السلعي، بالقيمة الإجمالية للبند الذي ينتمي إليه الحساب وهو بند الأصول المتداولة ليظهر نتيجة المقارنة على شكل نسبة مئوية، كما يمكن أن تتم المقارنة بين رقمين يرتبطان معاً بعلاقة سببية. وتكون حصيلة المقارنة نسبة مالية كنسبة التداول التي تشتق من خلال مقارنة قيمة الأصول المتداولة في نهاية فترة مالية معينة بقيمة المطلوبات المتداولة في نهاية الفترة المالية نفسها.
بموجب العلاقة السببية القائمة بين حسابات أو بنود القوائم المالية، يمكن اشتقاق عدد كبير من النسب المالية التي يمكن للمحللين استخدامها كمؤشرات في تقييم أداء الشركات وأوجه نشاطاتها المختلفة. ويمكن تقسيم هذه النسب إلى خمس مجموعات رئيسية على
نسبة السيولة (Liquidity Ratios): تستخدم كمؤشرات لتقييم القدرة على الوفاء بالالتزامات قصيرة الأجل.
نسب الربحية (Profitability Ratios): تستخدم لتقييم القدرة على توليد الأرباح مثل نسبة هامش، والعائد على الأصول والعائد على حقوق المساهمين، وربحية السهم.
نسب الرفع المالي (Leverage Ratios): تستخدم لتقييم سياسة التمويل، ودرجة المخاطرة التي يتحملها المساهمون والدائنون بسبب تلك السياسة.
نسب النشاط (Activity Ratios): تستخدم لتقييم الكفاءة في استخدام الشركة لمواردها المالية وأصولها المختلفة مثل معدل دوران المخزون، معدل دوران المدينين، والفترة النقدية.
.5- نسب السوق (Market Ratios): يستفاد منها كمؤشرات للمستثمرين المتعاملين في سوق الأوراق المالية، ومن الأمثلة عليها القيمة السوقية إلى العائد والقيمة السوقية إلى الدفترية، ربع السهم، والقيمة السوقية إلى التدفق النقدي، وعائد الاحتفاظ بالسهم.
أهمية التحليل المالي
وتقع أهمية التحليل المالي على الأفراد والشركات والمؤسسات المالية والمستثمرين وتكمن في عدة نقاط :
تحديد مدى كفاءة الإدارة في جمع الأموال من ناحية، وتشغيلها من ناحية أخرى.
الحصول على مؤشرات تبين فعالية سياسات الشركة وقدرتها على النمو وإعداد أرضية مناسبة لاتخاذ القرارات الملائمة.
التحقق من مدى كفاءة النشاط التي تقوم به الشركة والمؤسسة المساعدة في عملية التخطيط المالي .
مؤشر على مدى نجاح أو فشل إدارة الشركة أو المؤسسة في تحقيق الأهداف المرجوة ومؤشر للمركز المالي الحقيقي للشركة او المؤسسة.
تقييم المخاطر والعوائد للمستثمرين واختيار أفضل الفرص الاستثمارية، وتحقيق أهدافهم المالية.
تقييم مخاطر الإقراض للمؤسسات المالية، وتحديد فرص الاستثمار، وإدارة أموالها بشكل فعال.
مساعدة الأفراد على فهم أوضاعهم المالية، واتخاذ قرارات مالية ذكية، وتحقيق أهدافهم المالية الشخصية.
مقومات التحليل المالي
يستند التحليل المالي إلى مجموعة من المقومات والمبادئ التي يعتمد عليها لتحقيق أهدافه، ولعل أبرز هذه المقومات هي :
التحديد الواضح لأهداف التحليل المالي.
تحديد الفترة المالية التي يشملها التحليل، وتوفير بيانات مالية يمكن الاعتماد عليها.
تحديد المؤشرات المناسبة للوصول إلى أفضل النتائج وبأسرع وقت.
التفسير السليم لنتائج التحليل المالي حتى يؤدي إلى استخدامها بصورة سليمة، بمعنى أن يؤدي التحليل إلى نتيجة غير قابلة للتأويل أو إعطاء تفسيرات متباينة.
تمتع المحلل المالي بالمعرفة والدراية الكاملة بالبيئة الداخلية والخارجية المحيطة بالشركة، بالإضافة إلى ذلك لابد أن يكون مؤهلاً من الناحية العلمية والعملية، وقادراً على تفسير النتائج التي يتوصل إليها واستقراء المستقبل.